يوم الارض في ظل وباء كورونا

يوم الارض في ظل وباء كورونا

د. ابراهيم مهدي السوداني

يوم 22 نيسان من كل عام تحتفل البشرية بيوم الارض " وهي مناسبة عالمية لاظهار دعم دولي للبيئة حول العالم" بدأت قصة يوم الارض في مؤتمر اليونسكو المنعقد في سان فرانسيسكو في العام 1969 عندما اقترح ناشط السلام جون مكونيل يوماً تكرم به الارض ويحتفى بها, وكان اول يوم للارض بتاريخ 21 مارس " اول ايام الربيع في نصف الكرة الارضية الشمالي" 1970.

تشهد العديد من جامعات العالم " نحو الفي جامعة ومعهد" احتفالاً سنوياً و تخرج مظاهرات للمطالبة بتحسين الوضع البيئى وحماية الارض من خطر التلوث الذي بات يهدد كل شيء, وفي تلك الايام يسمع صوت الناشطين البيئين حول العالم.

رغم ان البشرية اجتمعت في باريس لعام 2015 و اقرت اتفاق باريس الشهير لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية الا ان اكب الملوثين " USA" كانت قد انسحبت من الاتفاق بعد سنتين وذلك بوصول الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى البيت الابيض معلناً تنصل امريكا من اتفاق كانت هي من نسجته مع العالم.

كورونا المستجد COVID_19 جاء ليسجل اسمه ضمن الناشطين ويلعن رفضه للتجاوزات على الموارد الطبيعية واستنزافها وتلويث جو الارض بمختلف الطرق وبلا مراعة لصحة البشر. نعم جاء كورونا ليرعب اهل الارض ويذكرهم بيوم الارض وان عليهم ان يعروف ان لا شيئ بلا ثمن وعليهم ان يوقفوا تدمير الكوكب الاخضر الجميل, ليس لنا كوكب اخر غير الارض هي امنا وهي مهدنا وعليها سكن الاحبة وسيسكن الابناء والاحفاد.

بنظرة بسيطة الى احداث ما بعد اعلان كورونا وباءً عالمياً فأن الارض تنفست الصعداء و انحسرت عن قلبها غيوم الغازات الدفيئة المتصاعدة من مداخن المعامل الصناعية الضخمة ومصانع الاسلحة لان كورونا عدو لا يرحم الا من رحم الارض وجلس في داره. مستويات غاز ثاني اوكسيد النتروجين مثلاً انخفضت بشكل واضح في سماء الارض, وتبع ذلك انخفاض غاز احادي وثانئي اوكسيد الكاربون وهم غازات تنتج من حرق الوقود الاحفوري, و لعل انخفاض سعر النفط الامريكي الى دون الصفر دولار رسالة مباشرة وقوية الى صناع الساسية في العالم بأن عصر الارض قد بدأ وعلى سكان الارض ان يحترموا ارضهم ويلتزموا قوانين الطبيعة و يوقفوا جميع اشكال التطور الغير مستدام.

لقد حقق كورونا ما لم يستطع قادة العالم تحقيقه من كبح جماح البشرية الطامح الى التطور دون النظر الى تبعات استنزاف الموارد الطبيعية وتلويث المكونات الاسايسية لكوكب الارض الجميل.

في يومها نتقدم لامنا الارض بكل تحية ونرفع صوتنا بوضوح ليكن درس كورونا المتسجد نقطة تحول في سلوكياتنا بنو البشر نحو استدامة تصنع حياة وصحة افضل للاجيال.